موجز عربي لمقال مقال سابق عن ملاحظات في نظرية المعرفة



موجز عربي لمقال سابق عن ملاحظات في نظرية المعرفة مع التعقيب

هناك شرط لكي تقرأ هذه المقالة

إقرأ بالكامل أولا ثم تفاعل بالقبول أو الرفض لاحقا

أعلم أن لا أحد يلتزم بالشروط منذ زمن أدم وحواء .......





المعرفة
المعرفة هي أحد مباحث ثلاث للفلسفة (الوجود Ontology– المعرفة epistemology – القيم Axiologie)

المعرفة يجب أن تكون :
مبررة ،
صحيحة ،
ويعتقد بها ،
مع الحاجة إلى تتبع الصحة  ، ووجود دليل على صحة الاعتقاد.
**************************************
وتنقسم المعرفة غالبا إلى

المعارف العقيدية

المعرفة الجزئية وتشمل  الخبرات المكتسبة والقياس

المعرفة العلمية 

********************************
المعرفة العقيدية مصطلح يشير هنا إلى الاعتقاد الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده وتستخدم الكلمة للإشارة إلى الاعتزاز برأي معين ويشمل ذلك الأيديولوجيات المختلفة. تبني المعارف العقيدية على الإدراك الحسي أو/و الفهم الفطري أو/و المواقف الشخصية أو/و الاستنتاج أو/و الاتصال مع الأفراد أو/و التلقين أو/و القواعد السلوكية أو/و الأعراف ، وعندما يجزم الإنسان ويقطع بمعرفته العقيدية قد لا يقيمها موضوعيا أو يناقشها وقد يصل الأمر إلى عدم القبول برأي مخالف وغض النظر عن الحقائق والأدلة على اعتبار أنها معرفة غير قابلة للنقد.

المعرفة العلمية تدرك  مسبقا (بداهة) أو لاحقا وتستعمل السببية والمنطق ( فيما يعرف باسم علم المعرفة epistemology : episteme بمعنى علم و logos بمعنى نقد أو دراسة) وتوصف بالنظريات والمنهجيات. النظرية هي نظام كامل من الفرضيات الصريحة والافتراضات ضمنية والمبادئ والعلاقات الموضوعة لتفسير مجموعة من الظواهر. أما المنهجية هي مجموعة كاملة من الطرق والمقاربات والنماذج المطورة طبقا لنظرية قائمة للوصول لأفضل وسيلة لمعرفة الظاهرة المعنية.
ومن هنا فإن علم المعرفة (الأبستمولوجي) كطريقة يتعامل مع الإجراءات (الإجابة عن السؤال ، كيف؟) لاكتساب المعرفة العلمية ، بينما كنظرية فإنه يتعامل مع المنطق في اكتساب المعرفة العلمية. النظرية هي نوع من التفكير المجرد أو المعمم بشكل تأملي ومعقول أو هو نتاج هذا التفكير. والنظريات هي قد تكون بها أدوات لفهم أو تفسير أو عمل توقعات عن الموضوع تحت الدراسة.  قد تكون النظرية رياضياتية ، طبيعية ، موسيقية ، فلسفية، ...إلى آخره.
بالرغم من ذلك فهناك من يميز بين  نظرية المعرفة théorie de la connaissance و الإبتسيمولوجيا فالأولى برأيهم تناقش طبيعة المعرفة الإنسانية وقيمتها وحدودها وعلاقتها بالواقع بشكل عام وشامل مع وضع حدود للعلم بينما يرون قواعد الإبستيمولوجية آتية من فلسفة العلم philosophy of science التي تولدت من علاقة الفلسفة بالعلم بهدف التحليل النقدي

********************************
مبادئ المعرفة العلمية هي
المبدأ (ألف)
كل معرفة علمية تتطلب نظرية علمية لتفسيرها ويمكن الوصول لذلك عن طريق الاستدلال والفرضية والاستنتاج الذي يدل على تركيب النظرية العلمية وليس عن طريق المنطق المستحث الاستقرائي.

المبدأ (باء)
قابلية الدحض ويشمل إمكانية وضع الفرضيات أو المبادئ أو الطرق في إطار مناقشة وتمحيص واختبار، إذ يجب على كل نظرية علمية (أو أي جزء من مفرداتها) أن يحتوي على مجموعة من الفرضيات والافتراضات والمبادئ والعلاقات القابلة  للدحض وإلا اعتبرت مجرد اقتراح لنظرية. والدحض هو الفيصل للتمييز(بين نظرية صحيحة وأخرى خاطئة) وتحت هذا الشرط للدحض يكون:
1- إذا كان الحدس بأن الاقتراح خاطئ بالتالي اختباره يكون ضرورة، أي أن الاقتراح يكون خاطئا إلى أن يثبت صحته
2- إذا كان الحدس بأن النظرية صحيحة فإنه تتوفر  أمكانية اختبارها ، أي أن النظرية صحيحة  ما لم يثبت العكس

المبدأ (جيم)
إذا تم تفنيد التوقعات القابلة للتجربة بالواقع الفعلي ، تُرفض النظرية العلمية ، إذا لم تفند التوقعات القابلة للتجربة، تقبل النظرية.

********************************
وبناء عليه كقاعدة عامة :
1- «النظرية ليست خطأ» لا تعني أن «النظرية صحيحيه»
2- قد تكون هناك نظرية أخرى قادرة على تفسير نفس الظواهر
3- يمكن فقط اثبات خطأ النظرية العلمية بالرفض القاطع
4- لا يمكن إثبات صحة نظرية علمية أو توكيدها لكن فقط تأييدها مؤقتا لحين ظهور بيانات جديدة أو نظريات أشمل.
5- هناك فارق بين المعرفة العلمية و المنطق المستحث (الاستقرائي) Inductive logic
- - المعرفة العلمية تتحرك بداية من النظرية العلمية ثم اختبارها من واقع الحقائق
- - المنطق المستحث (الاستقرائي) ، بفرض أنه محتمل إجراءه ، يحمل المشاهدات ويحولها لنظريات علمية
- - يصعب استخدام المنطق المستحث (الاستقرائي) للوصول للنظرية ولكن بفرض النظرية أولا نصل لتوقعات نطابقها بالحقائق. قد يثير هذا الفارق تشوش لدى القارئ.
6- المبدأ (باء) لاقى العديد من الانتقادات ولكن نظرا لأن المبدأ نفسه يتعلق بتفنيد نظرية عن طريق الفرضيات والافتراضات والمبادئ والعلاقات  الموضوعة لتفسير نظرية المعرفة فإن محاولة تفنيد هذا المبدأ تعني بالتأكيد صحته
7- المبدأ (جيم) هو أحد المبادئ "الخطرة" في نظرية المعرفة ، فقيام أحد ما بوضع نظرية علمية (2) لتفسير ظاهرة ما ، بناء على نظرية علمية قائمة بالفعل (1) ، فإن نقض نظرية (1) يعني نقض نظرية (2) بكل تأكيد ولكن نقض نظرية (2) لا ينقض نظرية (1) ، إلا في تلك الحالات التي تمثل فيها نظرية (2) أحد الفرضيات والافتراضات والمبادئ والعلاقات الموضوعة لنظرية (1).

- - لا تحاول دحض نظرية علمية بنظرية أخرى تعتمد على نفس الفرضيات للنظرية التي تريد دحضها.


**************************************
تعقيب على النقد الخاص بمصطلح معرفة عقيدية والمعرفة العلمية
********************************
المعرفة العقيدية ، مصطلح يشير إلى الاعتقاد الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده وتستخدم الكلمة للإشارة إلى الاعتزاز برأي معين ويشمل ذلك الأيديولوجيات المختلفة.  فهناك من يعتقد في امور هي أيضا في إطار تعريف العقيدة، مثل الشرف، الأخلاق، القوة، الوطنية، القبلية،......

الفارق بين المعرفة العقيدية والمعرفة العلمية:
- - كل معرفة علمية تتطلب نظرية علمية لتفسيرها أما المعرفة العقيدية تعتمد على الدليل من الإدراك الحسي أو/و الفهم الفطري أو/و المواقف الشخصية أو/و الاستنتاج أو/و الاتصال مع الأفراد أو/و التلقين أو/و القواعد السلوكية أو/و الأعراف إلى أخره.
- - الدحض هو الفيصل للتمييز ، إن كل نظرية علمية قابلة  للدحض بينما المعارف العقيدية غير قابلة للدحض طبقا لآراء معتقديها.
- - قد يجوز المقارنة بين المعارف العلمية و المعارف العقيدية ، فقط بالقياس لبيان الاتفاق من عدمه.
- - لا يجوز بناء نظرية علمية على مبادئ معارف عقيدية فذلك يؤدي لنشوب معضلة Dilemma إما أن النظرية العلمية غير قابلة للدحض أو أن المعرفة العقيدية قابلة للدحض وهذا مخالف للمبادئ المعرفة. وقد يعني هذا أن كلا من تلك الفرضيات غير صحيح. ، والأمثال كثر.
- - وأيضا لا يجوز بناء نظرية عقيدية على مبادئ معارف علمية فذلك يؤدي لنشوب نفس المعضلة ، والأمثال كثر.
- - كل معرفة بنيت على معرفة عقيدية فهي معرفة عقيدية وكل معرفة بنيت على معرفة علمية فهي معرفة علمية.
- - كل معرفة تم استنباط معارف علمية منها فهي معرفة علمية.


مثال ذلك

في نهاية القرن ١٩ كانت هناك عقيدة راسخة بأن الإنسان عرف كل شيء عن الكون وقوانينه من خلال ميكانيكا نيوتن وبولتزمان.
هذه العقيدة سببت حجوم الباحثين عن البحث طوال ٣٠٠ عام عن فهم بديل لتلك النظرية العلمية.
لكن عندما بدأ في التفكير عن اسباب اختلاف المشاهدات الفعلية عن تنبؤات النظرية التي كان يعتقد انها راسخة بدأ الشك فيها.
من العام ١٨٩٩ وحتى ١٩٠٥ تم وضع مبدأ الكم والنسبية. وفي خلال عقد من الزمان نشأت نظريتين جديدتين نظرية الكم والنظرة النسبية الخاصة والتي أخرجت تنبؤات صححت  الاختلاف السابق
في خلال السنوات التالية وحتى ١٩٢٥ تقريبا ظهرت مشاهدات جديدة لا تتفق ونظرية الكم او النظرية النسبية الخاصة، كما ظهرت نظرية النسبية العامة
لذلك تم تعديل نظرية الكم و النظرية النسبية الخاصة ليصبحا نظرية واحدة وهي نظرية المجال الكمي القائمة للآن.

**************************************
تعقيب على الفارق بين المعرفة العلمية من خلال استنباط النظرية و من خلال استقراء النظرية من خلال المنطق المستحث (الاستقرائي)
********************************
قبل البدء ، يجب تقديم مفهوم القياس المنطقي وهو شكل من أشكال الاستدلال حيث يمكنك الوصول إلى استنتاج محدد من خلال فحص فرضيتين أو فكرتين. وينقسم إلى أنواع :
القياس المنطقي الفصلي  categorical syllogism  
يتبع منطق "إذا كان A جزءًا من C ، و B جزء من A ، فإن B  هو جزء من C .
هناك ست قواعد معروفة لقياس القياس المنطقي الفصلي:
القاعدة الأولى: يجب أن تتواجد هناك ثلاثة تعبيرات: المقدَّمة المنطقية‏ الكبرى major premise  و المقدَّمة المنطقية‏ الصغرى Minor premise والاستنتاج - لا أكثر ولا أقل.
القاعدة الثانية: المقدَّمة المنطقية‏ الصغرى يجب ترتبط بالمقدَّمة المنطقية‏ الكبرى أو تكون جزء منها.
القاعدة الثالثة: أي مصطلحات توضع في الاستنتاج يجب أن تكون جزء من المقدَّمة المنطقية‏ الكبرى و المقدَّمة المنطقية‏ الصغرى.
القاعدة الرابعة: لا يمكن استعمال المقدَّمة المنطقية‏ الصغرى بشكل يعاكس المقدَّمة المنطقية‏ الكبرى.
القاعدة الخامسة: إذا كانت إحدى المقدَّمتين المنطقيتين سلبية ، فيجب أن يكون الاستنتاج سلبي.
القاعدة السادسة: لا يمكن استخلاص أي استنتاج من مقدَّمتين منطقيتين كبرتين ، أو من مقدَّمتين منطقيتين منفصلتين.

القياس المنطقي الشرطي  Conditional Syllogism
يتبع نمط "إذا كان A صحيحًا و B جزء من A، فإن B صحيح". وغالبًا ما يشار إليها باسم القياس بالمنطقي الافتراضي لأن الحجج ليست صحيحة دائمًا ، ففي بعض الأحيان تكون مجرد حقيقة مقبولة 

القياس بالمنطقي المنفصل Disjunctive Syllogism أو المنعزل
يتبع فرضية "بما أن A صحيح و B ليست جزء من A، فإن B خاطئة".

القياس الحماسي Enthymemes  
يُدعى " البلاغي المنمق rhetorical syllogism " وكثيرا ما يستخدم هذه في الخطب والحجج ،  يحذف فيها الكاتب أو المتحدث أحد الفروض الرئيسية أو الثانوية ، أو لا ينطقها بوضوح ، أو يحافظ على هذه الفرضية ضمنيًا ، بافتراض أنه مقبول بالفعل من قبل الجمهور ولا تزال مفهومة حتى لو لم يتم التعبير عنها بوضوح. على سبيل المثال ، في الجملة ، "حيث يوجد دخان ، هناك نار" ، الفرضية الخفية هي: النار تسبب الدخان.

مغالطات القياس Syllogistic Fallacy تحتوي بعض أدوات القياس المنطقي على افتراضات presumptions خاطئة. عندما تبدأ بافتراض صحة أحد الفروض الرئيسية أو الثانوية ، على الرغم من أنها لا تستند في الواقع  فإن المعارف التي بنيت عليها خطأ. ولهذا تأثير على المعارف المستقاة  بالقياس بالمنطقي المنفصل و القياس المنطقي الشرطي و القياس الحماسي.
فيما يلي مثال على مغالطة القياس المنطقي في قصة تاجر البندقية:
حيث كانت بورتيا امرأة مرغوبة من قبل العديد من الرجال. تم تربيتبها لتتزوج الرجل الذي يمكن أن يخمن بشكل صحيح أي من الصناديق الثلاثة التي تحتوي على صورتها. نقش على أحد الصناديق ، "من يختارني سيكسب ما يريده العديد من الرجال". استنتج أحد الرجال أنه نظرًا لأن العديد من الرجال يرغبون في بورتيا ، يجب أن تكون صورتها في هذا الصندوق. وكان على خطأ حيث يقع افتراضه تحت فئة المغالطة المنطقية. لا يمكن للمرء أن يستنتج ذلك ، بما أن هذا الصندوق يحتوي على ما يريده الرجال ، فهو في وجهة نظر المتقدم هو صورة بورتيا ولكن يرغب الرجال أيضًا في الثروة والسلطة. تحرك المتقدم من الفرضية التي يرغب بها ، فوصل للاستنتاج الخطأ. والمغالطات المنطقية كثيرا ما نشاهدها في إعلانات المنتجات ، فهذا إعلان أن العطر المسمى هو الذي تحبه النساء ، أو أن المسحوق المسمى هو الذي يغسل الملابس بشكل أفضل ، إلى أخره.

في المعارف العلمية ، يتم استخدام القياس كأحد أدوات الأستدلال
الاستدلال الاستنباطي Deductive reasoning
يتم استخدام الاستدلال الاستنباطي Deductive reasoning  للوصول إلى استنتاج حقيقي منطقي. عادة ما يتبع الاستدلال الاستنباطي خطوات: أولاً ، هناك فرضية ، ثم فرضية ثانية ، وأخيرًا استنتاج. الشكل المشترك للاستدلال الاستنباطي هو القياس المنطقي syllogismos.  الاستنباط، بشكل عام يفحص إمكانيات الوصول إلى نتيجة منطقية محددة ، باختبار الفرضيات والنظريات. "في الاستنباط ، نحمل نظرية ونستند إليها ونتوقع نتائجها. أي أننا نتنبأ بما يجب أن تكون الملاحظات إذا كانت النظرية صحيحة. أي أن يبدأ التفكير الاستنباطي بمبدأ ثم الوصول الى نتيجة محددة إلى التطبيق والتأكيد ، إذا كان الاستنتاج صحيحًا كانت النظرية صحيحة إلى حين.

الاستدلال المستحث الاستقرائي Inductive reasoning
قد يجادل البعض في أن الاستدلال الاستنباطي هو مهارة حياتية معتادة. يسمح لك بأخذ معلومات من عبارتين أو أكثر واستخلاص نتيجة سليمة منطقيًا. ولكن أن ينتقل المنطق الاستنباطي من العموميات إلى استنتاجات محددة قد يحمل الخطأ في طياته.  ولعل العائل الأكبر هو أن  اكتمال البيانات التي يتم الاستنتاج عليها ، إذ  يجب أن تكون صحيحة وكاملة وشاملة. إذا كانت كذلك ، فإن النتيجة ستكون سليمة ودقيقة. الاستدلال المعمم قد يكون غير صالح حتى مع فرضيتين متينتين وحقيقتين، إذا افتقرنا البيانات الصحيحة مثلا:
جميع الطيور تطير ، الدجاجة من الطيور لذلك ، الدجاجة تطير.

ومن هنا جاء المنطق الاستقرائي
إن المنطق الاستقرائي يشبه المنطق الاستنباطي. الفرق الرئيسي هو أنه ، مع الاستدلال الاستقرائي ، تقدم مقدَّمات منطقية‏ بعض الأدلة المحدودة على صحة الاستنتاج ، ولكن ليس كل شيء ، و يجعل التعميمات واسعة النطاق. ومع ذلك مع قد تكون الاستنتاجات بناء على الاستدلال الاستقرائي صحيحة بالرغم من أنها بنيت على مقدَّمات منطقية خطأ. والعكس صحيح .

في العلم ، هناك تفاعل مستمر بين الاستدلال الاستقرائي (استنادًا إلى الملاحظات) والاستدلال الاستنباطي (بناءً على النظرية) ويستخدمه العلماء الاستدلال الاستقرائي لتشكيل الفرضيات والنظريات بينما يسمح لهم الاستدلال الاستنباطي بتطبيق النظريات على مواقف معينة حتى نقترب أكثر فأكثر من" الصدق "، الحقيقة التي يمكننا فقط تناولها ولكن لا نتأكد منها تمامًا.

ولكن هناك درجات متفاوتة من الضعف في الاستدلال الاستقرائي. مثالا ، "الكرة التي سحبتُها من الكيس هي حمراء ثم سحبت أخرى ووجدتها حمراء وبالتالي ، فإن جميع الكرات الموجودة في الكيس هي حمراء." حتى إذا كانت جميع المقدمات صحيحة ، فإن الاستدلال الاستقرائي يسمح بأن تكون النتيجة خاطئة حيث أن الكرات الحمراء من الممكن أن تكون أعلى الكيس بينما هناك كرات أخرى بألوان مختلفة أسفله.


المنطق الاستنباطي والاستقرائي ليس النوع الوحيد من المنطق. قد تصادف أيضًا الاستدلال الخاطفي والاستقراء المتخلف والتفكير النقدي. دعونا نلقي نظرة على ما هي هذه الأنواع من المنطق:

المنطق الخاطف Abductive منطق استنباطي (يسمى أيضًا الاختطاف أو الاستدلال الخاطفي  أو retroduction) هو شكل من أشكال الاستدلال المنطقي الذي يبدأ بملاحظة أو مجموعة من الملاحظات ثم يسعى إلى إيجاد أبسط وأرجح تفسير للملاحظات. هذه العملية ، على عكس المنطق الاستنباطي ، تؤدي إلى نتيجة معقولة ولكنها غير مؤكدة. وبالتالي ، فإن النتائج الاستنتاجية مؤهلة على أنها تحتوي على بقايا من عدم اليقين أو الشك ، والتي يتم التعبير عنها بعبارات تراجع مثل "أفضل ما يمكن فعله as long as we can do" أو "على الأرجح may be ". الاستدلال الخاطف هو عندما تأخذ مجموعة من الملاحظات وتستخدم نظرية لشرحها عادةً ما يبدأ بمجموعة غير مكتملة من الملاحظات ويتقدم إلى التفسير المحتمل واختبار الفرضيات باستخدام أفضل المعلومات المتاحة وغالبًا ما ينطوي على تخمين ظاهرة لا يوجد تفسير واضح له.

ينظر الاستدلال بالاستقراء العكسي reverse inductive reasoning  إلى النتيجة النهائية ويستنتج بناء عليها المقدَّمات المنطقية التي تؤدي إلى هذا الاستنتاج. قد يتم استخدام الاستدلال بالاستقراء العكسي في المارف العلمية كوسيلة لبناء نظريات أو البحث عن فرضيات وهو مشهور في مجال تكنولوجيا المعلومات باسم الشبكات العصبية Neural network  وفي التجارة.

التفكير النقدي critical thinking يستخدم التحليل والأدلة لاتخاذ قرار مستنير بشأن صحة المعلومات ومدي الدقة والمنطق والعمق والإنصاف والمصداقية والوضوح. تستخدم كلمة "نقدي" للدلالة على أنه يجب على المرء ألا يقبل تلقائيًا صحة المعلومات التي حصل عليها بأن لا تترك مجالا للافتراضات فإذا تتبعت الحقائق والأدلة ، يمكن أن يتحول إلى مقدَّمات منطقية للاستدلال الاستنباطي  ومن ثم إلى فرضية نظرية ولاحقا إلى معارف علمية. قد يكون هذا طريقًا جديرًا بالتفكير فيه إذا أردت يومًا كتابة مقال جدلي كهذا الذي تقرأه. بالطبع ، ليس الهدف الدخول في جدال بل اتخاذ موقف وتقديم أدلة لدعم الأفكار والمعارف.

 هذا والله أدرى وأعلم


مع التحية والتقدير

أ.د. السيد محمد كمال المغربي


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسيرة علماء الفيزياء - لاس فيجاس 1986

ألسنة متلونة

متناقضة الناجي (Survival Bias)